سابق المعرفة والتعيين المسبق
السؤال:
هل التعيين المسبق مشروط بسابق معرفة الله بخيارات البشر؟
الإجابة:
من الأهمية بمكان أن نرى أنه في النص الأكثر حسمًا الذي ذُكر فيه سابق المعرفة، أي رومية 8، لا يقول النص أن الله يعرف مسبقًا ما سيحدث، بل يقول أن الله سبق فعرفنا نحن، فهو قد سبق فعرف البشر أنفسهم. وغالبية الدارسين الذين ينظرون إلى هذا من داخل التراث الإصلاحي يفهمون بشكل صحيح، برأيي، أن هذه المعرفة الموجودة بين الله وشعبه شبيهة بالمعرفة البشرية التي تجدها بين الزوج وزوجته. فإن الله لا يعرف شعبه فحسب، بل قد سبق فعرفهم لأنه هو الاله الذي هو بالفعل قبل كل شيء، ويتعدى حدود الزمن، فهو نفسه خارج أبعاد الزمان والمكان. ولذلك، فهو لا يعرفنا فحسب، بل أيضًا قد سبق فعرفنا. بهذا المعنى اذًا، يبدو لي أننا لا يمكن أن نلجأ إلى سابق معرفة الله، لتكون أساسًا للتعيين المسبق، كعلاقة اعتماد شرطي على قرار بشري ليس لله أي شأن به.
يعد د. أ. كارسون أستاذ البحث في العهد الجديد بكلية لاهوت ترينيتي الإنجيليّة بمدينة ديرفيلد في ولاية إيلينوي.